«أمل» فيلم قصير جديد للمخرجة اللبنانية ياسمين غريّب (1987) يطرح على منصة التمويل الجماعي «ذومال”. بعد فيلمها القصير الأول Saudade الذي قدّم للمرة الأولى في «مهرجان كان السينمائي»، ثم جال على أكثر من عشرين مهرجاناً ونال سبع جوائز عالميّة، تحضّر ياسمين غريّب اليوم لفيلمها القصير الثاني: «أمل» عن النساء اللواتي يتعرضن للعنف المنزلي. يروي الفيلم قصة «أمل» المرأة الشابة والجذابة التي توّد الهرب من العنف المنزلي الذي تتعرض له على يد زوجها.
لكن ثمن الحريّة تلك سيكون باهظاً. طوّرت ياسمين سيناريو فيلمها ضمن ورشة عمل نظمتها شركة «سينيفيليا للإنتاج» عام ٢٠١٣ في نيويورك، حيث حازت جائزة أفضل سيناريو عن فئة الأفلام المقدمة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بعدها، تولّت الشركة إدارة إنتاج الفيلم وتوزيعه. ولتطوير المشروع، كان لا بد للمخرجة من التعاون مع جمعية «كفى» التي تعمل منذ سنوات على مشروع إقرار قانون يجرّم العنف المنزلي. بحسب تقارير الجمعيّة، قتلت امرأة واحدة كل شهر في لبنان بسبب العنف الأسري منذ عام ٢٠١٠ حتى عام ٢٠١٤. أما خلال شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) ٢٠١٤ فقط، فقد لقيت أربع نساء حتفهن بسبب هذه الآفة. تستقبل «كفى» ما معدله ٢,٧٠٠ اتصال على خطّ الأمان و٤٥٠ امرأة سنوياً في مركز المساعدة الاجتماعيّة والقانونيّة والنفسيّة.
من حكايا وشهادات النساء لدى «كفى»، استوحت ياسمين غريب قصة بطلتها ”أمل“، لتعيد تقديمها ضمن فيلم قصير يروي قصّة خياليّة مستوحاة من روايات واقعية. تبقى السينما من الوسائل الناجعة جداً في نشر الوعي العام حول تلك القضية المأسويّة، وإيصال أصوات النساء المعنفات.
ألم يكفنا حتى اليوم التستر على جرائم قتل النساء تحت غطاء عدم التدخل في الشؤون العائليّة؟ كلنا نعلم من خلال قصص شخصية أو أخرى سمعناها في محيطنا، أنّ العنف المنزلي ضد النساء (والأطفال) ما زال متفشياً بنسبة عاليّة جداً في لبنان. تبذل جمعيّة «كفى» مع نشطاء عديدين في المجتمع المدني جهداً كبيراً لإقرار قانون لحماية النساء. وعبر عناصره الروائية وإمكانيّة سرعة انتشاره، ووصوله إلى عدد كبير من المشاهدين، سوف يسهم هذا الشريط في نشر الوعي، وربما في منح الثقة لبعض النساء المعنفات كي يصرخن في وجه المعتدي: كفى.
علماً أن أيّ دعم ــ ولو كان بسيطاً ــ سيشّكل فارقاً في ميزانيّة إنتاج الفيلم، فـ «أمل» يشارك في مسابقة The Must See Film التي تدعم السينمائيين المستقلين في العالم العربي، وتقابل كل مبلغ تسهم به في دعم فيلم ”أمل“ بالقيمة ذاتها، فيصبح المبلغ مضاعفاً. دعم إنتاج فيلم «أمل» يشكّل رفضاً للعنف المنزلي، ومساهمة بسيطة في دعم حقّ هؤلاء النساء المعنفات، على أمل أن يقرّ يوماً القانون غير المعدّل الذي يقدم الحماية الكاملة لهؤلاء النساء.
AMAL | Campaign Teaser from Yasmine Ghorayeb on Vimeo.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق