The Author Is Insane |
مسافات طويلة يقطعها الفنان اللبناني لإنجاز روايته الجديدة The Perfumed Garden. من بيروت إلى عمان والقاهرة، يلتقي بأشخاص وأماكن وأغراض وقصص يوظّفها في عمله. محطته غداً في فضاء «مكان» في العاصمة الأردنية.
بعد بيروت، وقبل القاهرة، يقدّم الزميل رأفت مجذوب غداً في فضاء «مكان» في عمان (بدعوة من «استوديو إكس عمان» و«آرت تيريتوريز») قراءات وتجهيزاً فنيّاً ضمن مشروعه المتواصل لكتابة روايته باللغة الإنكليزية The perfumed Garden (الروض العاطر). درس مجذوب الهندسة المعمارية في «الجامعة الأميركية في بيروت»، وعمل في العمارة قبل أن يقرر التوقف عن المشاركة في البناء العشوائي والكارثي في لبنان. من جهة أخرى، شغل منصب مدير فني مع مجلة The Outpost لسنة ونصف السنة، واليوم يكتب لموقع «الأخبار» الإنكليزي عاموداً أسبوعياً بعنوان «سجلات الوداع».
صدرت لمجذوب روايتا Fetish Systems وL‘origine(s) du Monde للأطفال، أخرجتها لينا أبيض وقدّمت على «مسرح غولبينكيان». في العدد الأول من مجلة «ذي أوتبوست»، نشر مجذوب الفصل الأول من روايته «الروض العاطر». كما يدلّ العنوان، فالعمل مستوحى من كتاب النفزاوي «الروض العاطر في نزهة الخاطر» (القرن الخامس عشر). الرواية التي لا تزال قيد التطوير والكتابة، يقدمّها مجذوب على أنها سيرة ذاتية للعالم العربي. من خلال الفصل الأول وبعض الأجزاء الجديدة التي أصبحت متوافرة على موقعه الخاص، ندخل إلى عالم عربي لا تفصله الحدود التي نعرفها اليوم. هو عالم تمرّ فيه أميرة وحرّية من «حديقة الأزبكيّة» في القاهرة عبر شجر المطاط إلى عالم آخر. تعبر إحداهما إلى حديقة التلّ العليا في طرابلس. هناك، تلتقي حريّة بمحمّد، ويخبرها عن محمود الذي عاد إلى الكتابة. إنها حرّية التي أطلقت على هذا الكاتب اسم محمود تيمناً بالشاعر محمود درويش. يسكن محمود اليوم في «خان الثورة» ويقرأ كل ليلة كتاباته للقاطنين في الخان. ولا بدّ من أن يحتجّ أحد السامعين كل ليلة رافضاً أن يكتب خليفة محمود درويش باللغة الإنكليزية. لا شخصية رئيسية في «روض» مجذوب. تأتي الشخصيات وترحل خلال الرواية، وتبقى قصصها لترسم السيرة الذاتية للعالم العربي.
عالم تختلط فيه المساحة، وتولد فيه ممرات خفيّة تصل بيروت بالقاهرة بالقدس بعمان بدمشق وبسائر المدن العربيّة، راوياً قصص عرب لا يخجلون بتاريخهم ولا بأحلامهم ولا بأهوائهم. لكن خيار مجذوب كان عدم الانعزال للكتابة، بل استقصاء مواده من المدن العربيّة وسكانها. هكذا زار القاهرة لإجراء «كاستينغ» لشخصيات جديدة لروايته، وكذلك فعل في بيروت واليوم في عمان. شخصيات يستوقفها في الشوارع ويلتقطها عبر كاميرته طارحاً عليها أسئلة عامة عن حياتها وروايات تريد سردها. كذلك، أجرى «كاستينغ» لأماكن ومواقع موزعة في المدن العربية، لتجد الشخصيات والمواقع مكاناً لها ضمن كتابة الرواية. من جهة أخرى، ينتج مجذوب فيديوهات قصيرة تحمل عناوين «أخطاء». فيديوهات سجّلها عن طريق المصادفة وولّفها لتتحول إلى مادة ملهمة لنصوص جديدة في الرواية.
كما فعل في فضاء «٩٨ أسبوع» في بيروت قبل أشهر، يعرض مجذوب في فضاء «مكان» في عمان غداً بعضاً من فيديوهات الكاستينغ والأخطاء، ويقرأ النصوص التي نتجت منها، وقد أصبحت بدورها جزءاً من تطور الرواية. بعدها، سيقدّم تجهيزه الفني «الكاتب هو مجنون» حيث يعرض مغلّفات تحتوي على قصاصات من الورق وكاسيت، ويطلب ممن يريد من الجمهور أخذ أحد تلك المغلفات، وترك غرض شخصي مكانه. تلك الأغراض التي جمعت في بيروت، وستجمع غداً في عمان، ثم القاهرة، هي أيضاً مصدر لنصوص «الروض العاطر». في «الكاتب مجنون»، مزّق مجذوب ما تبقى من نسخ من روايته القديمة Fetish Systems وأعاد تكبيس صفحات متفرقة منها عشوائياً، ثم قرأ تلك الصفحات بتراتبيتها الجديدة وسجّلها على كاسيت، ووضع في كل مغلف مجموعة من الأوراق المكبسة مع كاسيت، وراح يوزعها على الناس مقابل أغراضهم الشخصية. بعد الانتهاء من تقديم القراءات والتجهيز غداً، سيدعا الحضور إلى «كأس مع آخرين» على سطح فضاء «مكان»، حيث ستعرض فيديوهات عشوائية ملتقطة بين عمان وبيروت والقاهرة، لتجتمع تلك الشخصيات مع الحضور في العاصمة الأردنية على كأس.
بعد بيروت، وقبل القاهرة، يقدّم الزميل رأفت مجذوب غداً في فضاء «مكان» في عمان (بدعوة من «استوديو إكس عمان» و«آرت تيريتوريز») قراءات وتجهيزاً فنيّاً ضمن مشروعه المتواصل لكتابة روايته باللغة الإنكليزية The perfumed Garden (الروض العاطر). درس مجذوب الهندسة المعمارية في «الجامعة الأميركية في بيروت»، وعمل في العمارة قبل أن يقرر التوقف عن المشاركة في البناء العشوائي والكارثي في لبنان. من جهة أخرى، شغل منصب مدير فني مع مجلة The Outpost لسنة ونصف السنة، واليوم يكتب لموقع «الأخبار» الإنكليزي عاموداً أسبوعياً بعنوان «سجلات الوداع».
صدرت لمجذوب روايتا Fetish Systems وL‘origine(s) du Monde للأطفال، أخرجتها لينا أبيض وقدّمت على «مسرح غولبينكيان». في العدد الأول من مجلة «ذي أوتبوست»، نشر مجذوب الفصل الأول من روايته «الروض العاطر». كما يدلّ العنوان، فالعمل مستوحى من كتاب النفزاوي «الروض العاطر في نزهة الخاطر» (القرن الخامس عشر). الرواية التي لا تزال قيد التطوير والكتابة، يقدمّها مجذوب على أنها سيرة ذاتية للعالم العربي. من خلال الفصل الأول وبعض الأجزاء الجديدة التي أصبحت متوافرة على موقعه الخاص، ندخل إلى عالم عربي لا تفصله الحدود التي نعرفها اليوم. هو عالم تمرّ فيه أميرة وحرّية من «حديقة الأزبكيّة» في القاهرة عبر شجر المطاط إلى عالم آخر. تعبر إحداهما إلى حديقة التلّ العليا في طرابلس. هناك، تلتقي حريّة بمحمّد، ويخبرها عن محمود الذي عاد إلى الكتابة. إنها حرّية التي أطلقت على هذا الكاتب اسم محمود تيمناً بالشاعر محمود درويش. يسكن محمود اليوم في «خان الثورة» ويقرأ كل ليلة كتاباته للقاطنين في الخان. ولا بدّ من أن يحتجّ أحد السامعين كل ليلة رافضاً أن يكتب خليفة محمود درويش باللغة الإنكليزية. لا شخصية رئيسية في «روض» مجذوب. تأتي الشخصيات وترحل خلال الرواية، وتبقى قصصها لترسم السيرة الذاتية للعالم العربي.
عالم تختلط فيه المساحة، وتولد فيه ممرات خفيّة تصل بيروت بالقاهرة بالقدس بعمان بدمشق وبسائر المدن العربيّة، راوياً قصص عرب لا يخجلون بتاريخهم ولا بأحلامهم ولا بأهوائهم. لكن خيار مجذوب كان عدم الانعزال للكتابة، بل استقصاء مواده من المدن العربيّة وسكانها. هكذا زار القاهرة لإجراء «كاستينغ» لشخصيات جديدة لروايته، وكذلك فعل في بيروت واليوم في عمان. شخصيات يستوقفها في الشوارع ويلتقطها عبر كاميرته طارحاً عليها أسئلة عامة عن حياتها وروايات تريد سردها. كذلك، أجرى «كاستينغ» لأماكن ومواقع موزعة في المدن العربية، لتجد الشخصيات والمواقع مكاناً لها ضمن كتابة الرواية. من جهة أخرى، ينتج مجذوب فيديوهات قصيرة تحمل عناوين «أخطاء». فيديوهات سجّلها عن طريق المصادفة وولّفها لتتحول إلى مادة ملهمة لنصوص جديدة في الرواية.
كما فعل في فضاء «٩٨ أسبوع» في بيروت قبل أشهر، يعرض مجذوب في فضاء «مكان» في عمان غداً بعضاً من فيديوهات الكاستينغ والأخطاء، ويقرأ النصوص التي نتجت منها، وقد أصبحت بدورها جزءاً من تطور الرواية. بعدها، سيقدّم تجهيزه الفني «الكاتب هو مجنون» حيث يعرض مغلّفات تحتوي على قصاصات من الورق وكاسيت، ويطلب ممن يريد من الجمهور أخذ أحد تلك المغلفات، وترك غرض شخصي مكانه. تلك الأغراض التي جمعت في بيروت، وستجمع غداً في عمان، ثم القاهرة، هي أيضاً مصدر لنصوص «الروض العاطر». في «الكاتب مجنون»، مزّق مجذوب ما تبقى من نسخ من روايته القديمة Fetish Systems وأعاد تكبيس صفحات متفرقة منها عشوائياً، ثم قرأ تلك الصفحات بتراتبيتها الجديدة وسجّلها على كاسيت، ووضع في كل مغلف مجموعة من الأوراق المكبسة مع كاسيت، وراح يوزعها على الناس مقابل أغراضهم الشخصية. بعد الانتهاء من تقديم القراءات والتجهيز غداً، سيدعا الحضور إلى «كأس مع آخرين» على سطح فضاء «مكان»، حيث ستعرض فيديوهات عشوائية ملتقطة بين عمان وبيروت والقاهرة، لتجتمع تلك الشخصيات مع الحضور في العاصمة الأردنية على كأس.
E 4 from Raafat Majzoub on Vimeo.
سيواصل مجذوب تلك التجارب المتعددة الوسائط في مختلف المدن العربية ومع سكانها، ويجمع منها مواد لروايته «الروض العاطر». أمّا أهميّة هذا الأسلوب في الكتابة، فيتجلّى في ما سيبقى من الرواية حين ينشرها. الرواية تأخذنا عادةً في رحلة تبدأ من الغلاف الأول وتنتهي عند الغلاف الأخير. أما غداً مع قراءة «الروض العاطر»، فسنعلم أنّ حرّية وأميرة، ومحمد ومحمود وزلفا وغيرها من الشخصيات الكثيرة تعيش فعلاً في العالم العربي، وأن العديد من الناس تركوا أغراضاً شخصيّة في يد الكاتب أصبحت جزءاً من الراوية، وهناك فيديوهات وتجارب متعددة الوسائط، أوسع من غلافي الرواية، بإمكانك الاطلاع عليها. مواد وروايات تتمدد من الكلمات التي تقرأها إلى بشر ومدن من العالم العربي. هكذا يحوّل مجذوب حيوات سكان العالم العربي إلى كلمات تروي سيرته الذاتية قبل أن تعود هذه الروايات إلى العالم العربي ضمن مساحة شاسعة تتأرجح بين الواقع والخيال.
Reading Errors: The Author is Insane لرأفت مجذوب: 19:30 من مساء الغد ـــ فضاء «مكان» (جبل اللويبدة ــ عمان).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق