«مترو المدينة» يخوض مغامرة الإنتاج

بفضل خطوته الجديدة، ينحو «مترو المدينة» إلى تكريس خشبته للإنتاج المسرحي. اليوم، تستقبل مسارح العاصمة العروض. وإذا استثنينا الأعمال الخاصة بمدرائها الذين يكونون غالباً مخرجين وممثلين، تكاد تغيب قدرتها على إنتاج عروض خاصة. دفع هذا بمدير المسرح إلى ملء ثغرات رزنامته السنوية وفق العرض والطلب في السوق، من دون أن يستطيع لعب دور المبرمج الفعّال الذي يختار العروض تبعاً لبرمجة مدروسة وخيارات فنية صائبة.
ولا يخفى على أحد أنّ الخيارات تخضع لأسباب لوجيستية، كتوافر الوقت وكلفة إيجار الخشبة. رغم ضيق مساحة «مترو المدينة»، والمحدودية التقنية التي يفرضها حجمه، مقارنة بخشبات المدينة الأخرى، إلاّ أنه يفرض بخطوته الجديدة مكانة أساسية له ضمن الإنتاج المسرحي في لبنان سيمكّنه من تقديم أعمال أنجزت خصيصاً لخشبته.
منذ انطلاقته عام 2012، تميز «مترو المدينة» بالقدرة على تقديم برمجة متنوّعة، ينتج بعضها ويستقبل بعضها الآخر. في الآونة الأخيرة، أنتج «المترو» عروض الكباريه، منها «هشك بشك شو» الذي يواصل تقديمه اليوم، كما استضاف «بيروت... الطريق الجديدة» ليحيى جابر وزياد عيتاني الذي ما زال مستمراً، فيما اختتم أخيراً «من الآخر» لعايدة صبرا.
جمهور «المترو» كان أيضاً على موعد مع حفلات موسيقية وعروض سينمائية وغيرهما من الأنشطة. نجاح البرمجة الذي يبرهنه امتلاء الصالة طيلة أيام الأسبوع، يعود سوى إلى سياسة مدروسة توفّق بين القيمة العالية للأعمال، والحرص على التوجه إلى شريحة واسعة من الجمهور. باختصار، تميّز هذا المكان بفريق برمجة فنيّة حقيقي. أما الخطوة الجديدة، فستؤمن إنتاج عروض جديدة يكون فيها «المترو» والفنانون شركاء في الإنتاج.
يقول المدير الفني لـ «المترو» هشام جابر لـ «الأخبار» إنّ «المكان راكم خبرة في كيفية إنتاج العروض المسرحية، وتنفيذها وتقديمها، وحان الوقت لمشاركتها مع الجمهور». هكذا، يفتح «مترو المدينة» باب الإنتاج المسرحي أمام المقيمين في لبنان، وللعروض ذات الميزانية المحدودة التي لا يتعدى فيها عدد الممثلين الأربعة. بالطبع، يبحث الفضاء عن مقترحات في مختلف أنواع عروض المسرح والرقص، شرط أن تكون ذات مستوى فنيّ جيد، وصالحة لتقدم على خشبته (وفق خصائصه اللوجيستية والتقنية). سيتابع جابر تطور المشاريع المنتقاة لتقدم على خشبة «المترو» أولاً، قبل أن يعمل على تقديمها على خشبات أخرى في المدن والقرى اللبنانية، وحتى في الخارج. ويشير هنا إلى تفصيل مهم: «ستكون «شركة مترو المدينة» شريكاً في الإنتاج مع أصحاب المشاريع المسرحية، فيتحمّلان سويّاً تبعات الربح أو الخسارة». إلى جانب إنتاج الأعمال الجديدة، يرحب «المترو» أيضاً بإعادة إنتاج أعمال سابقة تعدّى تاريخ إنتاجها ثلاث سنوات. هذه الخطوة المهمّة ستؤمن لـ «مترو المدينة» استمرارية وخصوصية، لعلّ المسارح الأخرى في بيروت 
تفتح باب التنافس على الإنتاج المسرحي في لبنان.



للتقدم بطلب :
http://metromadina.com/open-call/theater-production/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق