دارين حطيط | بيروت ٢٠٥٠


في بيروت عام ٢٠٥٠، أمّ تفقد ابنها لتجد نفسها أمام فرصة إعادة إحيائه ووهبه حياةً خالدةً من خلال التكنولوجيا التي تعزّز عمر الإنسان، فهل تفعل ذلك؟ تلك هي المعضلة التي تطرحها دارين حطيط في فيلم خيال علمي قصير بعنوان ORB. ولتنفيذ الفيلم، قرّرت المخرجة والكاتبة اللبنانية اللجوء إلى «ذومال» منصة التمويل الجماعي في العالم العربي.
حطيط المقيمة بين نيويورك وبيروت وحاصلة على جوائز من مهرجانات دولية عدة، تهتم في أعمالها بمواضيع المستقبل والإنسان والتقدم التكنولوجي، خصوصاً عالم الروبوتيكس والذكاء الاصطناعي. ومن هنا أتت فكرة فيلمها ORB. تقول لـ«الأخبار» إنّها تتابع حالياً دراسات تحاول تطوير آليات لحفظ خلايا عقل الإنسان بعد مماته، ما يصب في تجسيد فكرة الخلود والحياة السرمدية. تلك الدراسات أثارت اهتمام المخرجة، وانطلقت منها لتكتب فيلماً قصيراً يجري في بيروت عام 2050 حيث تطورت التكنولوجيا في مسار يستطيع إعادة الحياة إلى الإنسان بعد مماته، عبر إعادة إحياء خلاياه. لم تختر المخرجة معضلة الموت في بيروت بالمصادفة. إنه خيار نابع من السياق الذي نعيش فيه.
غياب أفلام الخيال العلمي في السينما العربية، قد يعزى إلى نقص التقنيات والإنتاجات الضخمة. لكن ذلك الحكم الشائع خاطئ في فهمه لخصوبة سينما الخيال العلمي التي تشمل الأفلام الضخمة كما تلك الإنتاجات الصغيرة، وكلٌ بحسب السيناريو المطروح. من هنا نستغرب نقص الإنتاجات العربية في ذلك النوع الذي لا يقتصر على الإبهار التقني فحسب، بل بإمكانه أن يكون سياسياً وإنسانياً في حبكته البسيطة تقنياً.

علماً أن العرب كانوا من أوائل مَن قدّم أدب الخيال العلمي مع ابن النفيس، والقزويني... ربما يكون اليوم الخيال العلمي أحوج الأنواع اليوم لمقاربة الأسئلة التي تواجه العالم العربي. ذلك الاهتمام بالخيال العلمي العربي، تناولته أخيراً مجموعة «٩٨ أسبوع» في محاضرة «كيف نكون في المستقبل» ضمن منتدى «أشغال داخلية»، فيما يعمل فادي باقي (الفدز) على فيلم تحريك خيال علمي طويل. وفي عددها الأخير، خصصت مجلة The Outpsot اللبنانية قسماً لذلك النوع في العالم العربي، حيث تقول الصحافية آمال المهتار «أن تعلن أنك، وشكلك، ولونك، و... ستكون موجوداً في المستقبل هو أن تعلن أن لديك الحق في الوجود اليوم». لذلك تتحدث حطيط عن المواجهة مع الموت في بيروت المستقبل، ولذلك علينا دعمها لتنفيذ الفيلم، لأننا بذلك ندعم المبادرات الخلاقة الفردية، ونسهم في مساءلة أيّ حاضر ومستقبل نريد.

لدعم الفيلم إنقر هنا : 

 http://ar.zoomaal.com/projects/orb/1739?ref=2809518

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق